دراسات نقدية- مقالات صحفية- قصص قصيرة- مسرحيات

13fb948b-5376-4c4e-8456-be196ca74390

بلال شحادات

نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-09-28 على الصفحة رقم 13 – صوت وصورة

في العام 2001، نُشرت الرواية الأولى للكاتب الإيرلندي آلان غلين (1960) بعنوان «الميادين المظلمة»، وبعد عشر سنوات، أنتجت على شكل فيلم سينمائي بعنوان «بلا حدود» من بطولة الممثل الأميركي برادلي كوبر وإخراج نيل بيرغر. حقق الفيلم نسبة مشاهدة عالية، وأرباحاً زادت عن 160 مليون دولار (حسب «ويكيبيديا»). هذا النجاح شجع شبكة «سي بي أس» لإعادة استثماره وتطويره إلى حلقات تلفزيونيّة في مسلسل يحمل العنوان نفسه، وقد عُرضت منذ أيام الحلقة الأولى منه.
طوّر المسلسل وكتبه كريغ سويني ويخرجه مارك ويب، ويلعب الممثل برادلي كوبر دور المنتج التنفيذي فيه، بالإضافة إلى حضوره كممثل في بعض الحلقات حيث يستأنف دور شخصية إدوارد مورا التي لعبها سابقاً في الفيلم نفسه. بينما تعود بطولة المسلسل للممثل الشاب جايك ماكدورمان بدور براين فينش، والممثلة جينيفر كاربنتر بدور المحققة الفيدرالية ريبيكا.
استند موضوع الرواية ومن ثم الفيلم وكذلك المسلسل على مُركَّب «أن زد تي ـ 48» (في الرواية يُسمّى بأم دي تي – 48) الذي ليس له وجود حقيقي على أرض الواقع، لكن لا شيء يمنع من تركيبه في المستقبل. يصنف المُركَّب ضمن العقاقير الذكية، أو المخدرات المحظورة بالطبع. وهو مادة مطوّرة عن الكافيين، يقترب تركيبه من بنية حبوب المودافينيل المنشطة. يعمل على تقوية الذاكرة بشكل ملحوظ، وكذلك الذكاء والقدرات الإدراكية، يحسِّن المزاج ويعزّز اليقظة، باختصار، يستنهض كل طاقات الدماغ الكامنة.
تبدأ حكاية المسلسل باستعراض شخصية براين (ماكدورمان) المهووس بالبحث عن شيء عظيم يعطيه المعنى لحياته، لأنّ الشعور بالفشل ظلّ يرافقه كيفما اتجه، حتى حبّه للغناء لم يحقق له النجاح لأن إيلي، صديقه وشريكه في الفرقة الموسيقية تركه ليبحث عن عمل مربح. بقي براين وحيداً، وعاجزاً عن إنهاء ألبومه الغنائي الخاص.
بعد سنتين من المحاولات الفاشلة يصاب والده بمرض غريب، فيقرّر براين البحث عن عمل ما ليخفف من أعباء الأسرة، ويقبل في شركة استثمار بأجر زهيد وعمل روتيني. ثم يكتشف أن صديقه القديم إيلي، يعمل مديراً في الشركة وقد تحسنت أوضاعه المادية. وبعد لقاء ثنائي بين الصديقين يقرّر إيلي إعطاءه حبة واحدة من «أن زد تي ـ 48» كي يجرب مفعولها السحري.
لا يتردد براين في تناول الحبة، وخلال دقائق تتغير حياته بالكامل، فيمضي يومين كاملين من دون نوم أو استراحة. ينهي في اليوم الأول تصنيف عشرين ألف موظف في الشركة التي يعمل فيها، ويقرأ في اليوم الثاني كل ما كُتِبَ عن الطب البشري ليستنتج أن مرض والده يرجع إلى جينات وراثية، تعمل على ترسب الأصبغة الدموية.. وهذا يتطلب استبدال الكبد الموجود في جسم والده.
ينتهي مفعول الحبّة وينهار جسم براين تدريجياً، ويضطر إلى زيارة إيلي طلباً لحبة أخرى، كي يستعيد نشاطه ويبحث عن كبد سليم لأبيه. لكنه يجد صديقه مقتولاً في شقته. ويتزامن قراره بالهرب مع وصول رجال الشرطة الفدرالية بقيادة المحققة ريبيكا.
يهرب براين وتبدأ لعبة القط والفأر بينه وبين ريبيكا، فهي تسعى وراءه للقبض عليه، وهو يهرب منها بحثاً عن دليل براءته، وحالته الصحية تزداد سوءاً لأنه لم يحصل على حبة أخرى. لكن بعد عدة دلائل تكتشف ريبيكا أنه بريء، بينما يلتقي براين بالسيناتور مورا (برادلي كوبر) الذي يعطيه عقاراً للحماية من الآثار الجانبية لمُركَّب «أن زد تي – 48» ويعقد معه صفقة تقضي بتأمين الحبوب له مقابل تنفيذ ما يريده مورا، مهما كان صعباً أو مستحيلاً.
بالتزامن مع لقاء مورا وبراين تكون المحققة ريبيكا قد أخذت الموافقة من رؤسائها على تجنيد براين للعمل لمصلحة الشرطة الفدرالية بعدما ثبتت براءته طمعاً في استغلال طاقاته الذهنية الفذّة. وتنتهي الحلقة الأولى بموافقة براين على أن يكون مجنداً لمصلحة «مكتب التحقيقات الفيدرالي ـ أف بي آي».
موافقته تلك تورّطه بعقد صفقتين في الوقت نفسه، مع المحققة ريبيكا ومع السيناتور مورا. هذه الثنائية تمهّد للوقوع في مشاكل والتباسات لا تُحمد عقباها داخل جرعة درامية من الإثارة والتشويق والمغامرة تفوق ما شاهدناه في الفيلم، ويبدو أنها ستبقى على هذا المستوى أو تزيد في الحلقات القادمة. مجلّة «فوربس» صنّفت العمل أنّه واحد من أفضل المسلسلات المتوقّع عرضها على الشاشة الأميركيّة خلال الخريف الحالي، وأشارت إلى تمتّع صنّاعه بمهارات سرديّة «فعّالة».

كتابة تعليق